Monday, December 17, 2007

استقالة المسؤولة في البلد المشلولة


سلام،

وسط هذه الاوضاع المزرية، انا ضد مبدأ استقالة وزير تحملا للمسؤولية السياسية لسبب بسيط. في الدولة "الطبيعية" لما يستقيل مسؤول تكون معظم الامور في النظام الذي تحت يده سائرة بالطريق الصحيح والوضع العام كذلك يكون "سوي وطبيعي".

مثال، لما دين الاسلام شرع عقوبة قطع اليد كان على اساس انه النظام العام في البلد ينعم بالعدل والمساواة حيث تشكل السرقة هزة للمجتمع الآمن وسلب حق دون وجه حق، اما اذا كان السارق سرق لأنه جائع أو فقير، تنتفي تلك العقوبة لأن الهدف منهاالردع وليس التعسف في الحكم. وحتى التنفيذ يكون تدريجيا.


الآن، هل بإمكان اي عاقل ان يقول ان الأوضاع السياسية والاجتماعية في الكويت حاليا عادلة أو طبيعية لكي يكون رأس الوزير ثمنا لخطأ في وزارته؟

مع هذا، انا اؤيد استقالة الوزيرة لان المواجهة قذرة ببساطة

Sunday, December 16, 2007

مستقبل البلد في حوش المركز العلمي



في صباح أحد الأيام الجميلة كنت جالس في المركز العلمي بالسالمية للقراءة واذا بي أشاهد منظر لفت انتباهي
كان يخرج من داخل المركز الى الباحة الخارجية تلاميذ صغار في سن الروضة مع مدرساتهم
كن المدرسات يتبارين مع التلاميذ في رفع الصوت حيث الاطفال الذي يبلغ عددهم نحو 20 تلميذ لكل مجموعة
يتحدوثون بصوت عالي كأنهم 60 رأس والمعلمة ومعها العاملة يحاولون بشق الانفس
تحريك الاطفال بالدور "واحد خلف الثاني" عبر البوابة الى الخارج
ضف على ذلك، كانت بعض المعلمات يتشحن بالعباءة واحيانا النقاب والحجاب بطريقة غير عملية جعلتهن يتصارعن بين
تحريك جموع الاطفال بنوع من النظام والسيطرة على لباسهن وحشمتهن في نفس الوقت

ما علينا، الزي محتشم وكل زي له طريقته الخاص

كلاكيت مرة ثانية..فجأة انفتح الباب وخرجت مجموعة أخرى من التلاميذ..
نفس الاعمار، عدد مقارب، نفس المكان والزمان ونفس الاتجاه، وكذلك ثلاث نساء مع المجموعة (واحدة بالمقدمة، والمنتصف، والثالث في المؤخرة) الفرق الأول... قمة النظام والهدوء والحركة المنضبطة.. الى درجة ان المعلمة في المقدمة تحدث الاطفال بهدوء وروية
كأنها تهمس ...الفرق الثاني..كان الاطفال لمدرسة خاصة والمدرسات اجنبيات!
تفسير صديقي العزيز ان اطفال المدرسة الخاصة الاجنبية سيكبرون معقدين لأنهم لم "يستمتعوا ويتركون يتحركون ويتصرفون بحرية في صغرهم، عكس اطفال المدارس الاخرى الذين سيصبحوا "حركين" (بالكويتي يعني ديناميكيين بطريقة فوضوية طبعا)
طبعا ردي الوحيد كان: "يطلعون معقدين ومنظمين ولا همج رعاع" والباقي لك عزيزي القاريء
والسلام

Saturday, December 8, 2007

أطلبوا العلم ولو...بالهند

آخر صرعات هذا البلد هي الدراسة بالهند. طبعا الدراسة ليست في الجامعات الهندية المرموقة التي تخرج المبدعين الهنود الذين تستعين بهم حتى الدولة الاوروبية المتقدمة (ألمانيا مثلا) بل لأنه يمكن وبكل بساطة وبأقل التكاليف -والأهم أقل جهد- الحصول على "ورقة" يحملها الشاب الكويتي المبتلى لكي يحصل على وظيفة هامشية في بلد يزخر بشتى وأفضل عناصر هدم الانسان والدولة الحديثة في آن واحد.

أقول الشاب الكويتي المبتلى لأنه اصبح -بفضل "حكوماتنا الرشيدة" المتتالية- الطموح في هذا البلد نكتة والعلم والتعلم جهل يحمله صاحبه كما يحمل الحمار أسفارا. في الآونة الأخيرة اتجهت بوصلة الشباب الكويتي الى الهند للحصول على ورقة بدون مجهود يذكر يستخدمها للعمل في وظيفة لاتذكر. كالعادة المبرر هو انه "مدام أولاد الكبار والشيوخ يدرسون هناك، خل عيالنا تروح، ومدام الوزارة معترفة بالجامعة والشهادة، شنو المانع""!!

المانع برأي المتواضع (والسخيف)، أن شبابنا يفنون افضل ايام عمرهم في قتل اهم شي يملكونه وهو الطموح والنشاط والهمة وذلك في تقضية وقتهم بجامعات لا تغني ولا تسمن من جوع على مستوى تكوين الشخص والتحصيل العلمي والانساني (أدري كلامي ضايع، بس ماعليه).

بالنهاية هي ورقة ستضمن لهم وظيفة حكومية في دائرة متخمة سلفا بحملة شهادات من جامعات درسوا فيها بجد واجتهاد. عموما، هذه مجرد حلقة جديدة من حلقات تحويل الكويت الى مركز مالي في المنطقة.

ايه، هين!