Friday, March 21, 2008

الضمير الجماعي الكويتي



أما وقد حل صاحب السمو الأمير مجلس الأمة وشخص أسباب العلة فقد وُضع البلد الآن أمام مفترق طرق تاريخي
لسنا بحاجة الى قراءة الطالع أو النظر الى السماء بانتظار اشارة ما ليدرك الشعب الكويتي انه سيحدد وبجدارة هذه المرة مآل هذا المشروع للدولة التي وضع لبنتها الاولى الراحل عبدالله السالم ليتم عرقلة البناء على مدى العقود التي تلت الاعلان عن وضع الاساس بتبني الدستور
لا أدرى ان كان هناك قاع أغزر مما نحن فيه ، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، يمكن ان نصل اليه (ولا يصعب علينا ايجاد قاع آخر للأسف) ولكن المرء ليأمل من الله ويتفائل خيرا بعد اشتداد الازمات وتكالب الملمات
لدى صديق عزيز يشتكي في كل انتخابات من بعد التحرير من أن لديه معاملات وحاجات عالقة في شباك البيروقراطية الحكومية يسعى جاهدا خلال موسم الانتخابات للحصول على واسطة من احد المرشحين في دائرته وحتى خارجها، الملفت انه "يتحلطم" في كل مرة وأجيبه الجواب نفسه "اختار مرشح ذو مبادىء واخلاق ولن تحتاج وغيرك بعدها للواسطة وستكون البلد أفضل للجميع" ولكنه يرد "يا أخي ابي واحد منهم يخلصني وتالي يصير خير""
ان هذا النمط من التفكير ذو النظرة القصيرة هو الذي اوصلنا لهذا الحال، فلو سألت كل واحد ان يشخص لك مشاكل البلد وحلولها لأجاب بكل ثقة وتفصيل، ولكن حين تسأل الضمير الجماعي ان يتحرك بالاتجاه الصحيح يصبح عاجزا ويحيد عن الهدف المطلوب لبناء مجلس قوي وأمين، وكما قيل فإنه "كما تكونوا يولى عليكم"
فحتى السلطة التنفيذية ما كان لها ان تتمادى في الضعف والهوان والضياع لو لم تجد شعبا يقبل بذلك ويعيش على مبدأ "احنا احسن من غيرنا" غيرنا من، نيجيريا أم زمبابوي؟؟؟


مصدر الصورة: موقع فليكر صفحة السيد/ يوسف العبيدلي

No comments: